25 déc. 2010

و مخاضك يا تونس إنتحار



يا أيها النائمون هناك
من يشتري حزني بذكرى وطن ؟
من يطرد الحريق من قلبي ؟
من ينقذ الغريق ؟
من يقول لبيروت هنا
أن بيروت اليوم هناك ؟

مسافرون نحوك دوماً
دون سفر
قادمون من أعناق الياسمين
بقايا بشر
نفتش عن إنتماء الصوت
نفتش عن البلاد

ننسى أننا أطفالها
و ننسى أنها إقتلعتنا
من براثن الغير
 من مواسم الضجر

ما عاد فيك شيء يشبهني
 و هناك أشبه كل الأشياء
و القمر

مازلنا نحبك
و قد نسينا أن نحب
و أن نغار

ردي لي يا تونس
الورد المسروق من خدي
ردي لي جسدي
لأسترد ضلي
ضلك
كي أعود إلينا...
صار الحزن بيننا أكبر من دمعنا

فإستأصلي من أيامنا
هذا الدمار

تونس أنت
أفلا يتذكرون ؟
و أنت أعلى
و أنت الأغلى
من رقص العرائس
دون الضلال
و أنت أعلى
 من نحر الحمام

حتى القصائد قبل مواسمها
خانتها الأقلام


محبوسون هم
في معلقات الخيل
في جلد الغناء 
في حور الفناء

تونس ترتدي الرماد 
و تختفي في البحر
في اللون المعلق 
بين جبهتها و العباد
يصلبون فيها الخارجين
عن الدمع
بتهمة الضحك
في ليل السبات
يصلبون فيها من حار
 من قال
من شاء
و من لم يشاء

ما هكذا عهدتنا
و لكنني أحبها
غصن زيتون يبارز القدر
 و لكنني أحبها
قبل و بعد الثلج 
و النار
بالدم أحبها
 و بالأظفار

إن الوطن يولد حين يموت 
و مخاضك  يا تونس  إنتحار


4 commentaires:

3abbar, w YED'Hom !