27 janv. 2014

قلّي حِبها

قلّي حِبها تاو تبرا
حبّيتها
و حتّى من مطرة روحي خبّيتها
برات هيّا و مرضت أنا

قلّي إستنّاها ، أنسى بلاها
أخطبها من دمّك موش من إمّالاها
إستنّيتها
سرَحت شعباطة فوق حيطها
لبستها ، نسيت الدّنيا و فنيتها
كِبرت هيّا ، و صغُرت أنا .

قلّي ميسالش سامحها
رجعلها حقها مالبرد إلّي ذبحها
هِزْها ليك وحدك، إربحْها
هزّيتها و خلّيت الكل
رشمتلها عود القرنفل في الماضي إلّي ذبل
تصب الشتا ، هيّا تتدفّى و أنا نتبل
حيات هيّا، و جفلت أنا .

قلّي زيد أعطي كار للذل ، و عنّقها
ما تقساش عليها ، حتّى من غشّك منّعها
جيت عند ساقها و قريت على روحي الفاتحة
علّقت مفاتح الدّنيا عند سكّان الآخرة
تعشّيت الكلام و عطيتها اللّحمة الفاخرة
شبعت هيّا ، و جعت أنا .

قلّي، حِبها ، زيد حبها
حل قلبك كتاب و خلّيها تقرا
قتلو لوكان تقرا سطر ، تزيد تمرض
خلّيها بيّا كافرة ، خلّيني هايم نركض
هيّا إلّي تكتب موش أنا
و نعرف نصها لكلّو حْنانة
غير الوقت ، و الخطوة الخوّانة
و جياب الغول بضحكاتنا مليانة
هاني نحبْ فيها ، على جرحاتها نواسيها
على ترابها لسمرْ نوصّيك و نوصّيها
و إذا كيفي ، نهار عشيرتك تضيق بيك
تفكّر وصايتك ليّا ، و حِبها

ما تطفى نار للاّت الكل
و ما يسوى صوردي إلّي زْرع فيه الغل
نْحِبها و نسبها ندِزها على قدْ ما نْعِزها
و نرجع نحط عالفليجة قفِل
ندور ندور و نرجع نتكب مع ساسها ،
أنا سارق الڤمرة و أنا عسّاسها

قلّي حِبها باش تبرا ،
ما تغيب عليها حتّى بالنّظرة
خانتني العبرة و نسيت نقلّو :

نموتوا الكل ، باش تونس تحيا ؟
 
 

24 janv. 2014

في السّقُوطِ الحُرْ


أيتّها السّيدات ، أيّها السّادة
أيّتها الثّورات ، أيّها الرُّكَاب

الرّجاء حجز التّذكرة
إِحْكام الأحزمة
إلتزام الأمكنة
إلْقاء الأمتِعة
نظم الصّفوف
إفراغ الرّفوف من الذّاكرة
قد جاءت القاطرة
فأصمُتوا
و أنصِتُوا
لكم تكلّمتُمْ
تحاوَرْتُمْ
تسابَبْتُم تقاذَفْتُم تكتّلتُمْ تقاتَلْتُمْ تغَزّلْتمْ تشاتمْتُمْ
تناَحرْتُم
تناسيْتُمْ
أن الجميع في نفس الطّائرة .

آن الأوان لتعرفوا حَدَّ الهُبوط
و لتدركوا حُكْمَ السُّقوط
ثمن الفاجًِعة الطّارئة

سيّداتي سادتي
العمر وقتَ السّقوط
ثانية ، لا أشرطة

لا وقْت تبقّى كي يقدِّم المسجِد أطعمة
و لا وقت كي يُهْدي المشفَى أغطية
لا وقت يكفي بعدُ كي يوزّع اللّوزُ أدعية
لا وقْتَ كيْ يفُكّ المهدِي أُحْجِية
قدْ لَفضَتْنا القارعة
و جمَّعنا حبُّ الطّريق
فلتصمتوا !
ولترقصوا !
و لتهرعوا
و لتفزعوا
قد قامت الحياة
و حان عُرْي المطر 

لن تكفي اللحظة الأخيرة
لنغيّر الأمكنة
و نزّوِقَ الأروِقَة
و نقتَسِم قهوةً مع الضّجرْ
فلتركعوا
أرانبا وحميرا
لصلاة الخطرْ
و تذوّقوا طعم القدَرْ
في ضحكاتِ الآلهة

سيّداتي سادتي
قد جاءت القاطرة
و فاتنا ركبُ البشرْ


*Peinture: Djamel TATAH