رسالة إلى يحيا

محلا مراياتك ، يحيا ، تسلّفهملي ؟

وطبليتك الخضرا ؟ تعرف يا يايا ، تونس بلادك إلّي تحوّس فيها و تبدا تجري و ما خلط عليك فيها، يسمّيوها الخضرا ، لونها كيف طبليتك ، و باش تقعد تهزها معاك ديمة في جيب طبلييتك .

إجري يحيا ، إجري و خلّي النسمة تحاول إتطيّح المرايات و ما تنجّمش ! إجري و أضحك و لوّن الحيوط ، صوّر العالم متاعك ، فيه حديقة و أزهار ؟ ما تخافش من كلامهم ، ما تخافش من الحس ، ما تخافش ملّي قلبو حبس ، ما تخافش من الريح، إنتي الرّيح !

صوّر ، بلبز الدنيا ، ما تحشمش !

حِب البرتقالي و الأحمر و الوردي و الزهري ، يحيا ، و ما تنقمش !

بوس العصافر، يحيا ، ما تڨدمش !

محلا مراياتك ، يايا ، تسلّفهملي ؟ ماعادش كيفك ، نشوف الحاجات .  قالولي تونس بلادك مشات ، لقيتها مصورة عندك في الطبليّة ...  زعمة تعقلني يا بابا كان نتقابلوا في الثنيّة ؟

باش يعرضوك برشة ناس ، يا وليدي .  باش ينساووك برشة ناس ، و باش يحبّوك عز الناس .  رد بالك يا بابا كيف تصب الشتا ، ما تخرجش للشارع ، أغزر للشجرة من وراء الشباك عندها برشة حكايات . رد بالك كيف تشق الشتا ، و تشق الكيّاس !

الدنيا بيك يا عصيفر، لاباس .

رد بالك يا بابا تبل تصاورك في كرّاس المحفوظات ، تتفسّخ تبسيمة الحروف و تهزها الموجة . ما تقعدش تحت شمس القايلة كيف تمشي مع تاتا للبحر ، و إبنيلي معاك بيت في قصر الرمل ، نجي نسكن بحذاك . 

تعرف يا يايا ، أنا زادة كانت عندي كيفك مرايات ،  برتقاليّة كيف البردڨانة و كيف ساعة ساعة لون السحاب و التراب . هيّا نصوّرلك مراياتي و تسلّفني ضحكة من الضحكات ؟ 

تحيا يا يحيا ، و تحيا الألوان معاك !

*يحيا ، طفل من أطفال هذا الوطن ، كتبلي أجمل رسالة في الفايسبوك . كتبلي بحروف العصافر و حروف غنايات السما . 

حكالي حكايات لذيذة ، و ذكّرني في المعزّة و في الحريٌة و في الأشعار . ذكّرني في الألوان الأساسيّة الحقّانيّة ، و في الدنيا المخبية في قجرّات المدارس .