حي على الحياة
دعها تعودك في المنفى
ناسكة شهيّة واثقة
قاسية كالأقدار
دعها تزورك في المشفى
وهي ترتدي ألوانك المفضّلة
و تضع خواتم جدّتها الفضيّة
و تحمل وجهها باقة ليلكٍ
عارية كالأمطار
دعها تزورك في المدن الشّاغرة
في البحار الثّائرة
في الشّموس الثّاقبة
و في قوارب الورق
دعها تلعن تأخّر القطارات
و تهدي المناديل المعطّرة للمطارات
دعها تودع الأسئلة الأزليّة
للعناكب السّاهرة في المحطّات
دعها تلقي بمرساة الرّيبة
لصدإ الباخرات
دعها تزورك خارج المواسم
في رقّة الحقل و الرّواسم،
في دفّة الحلق الباسم
في غرفة من غرف السحاب
دعها تزورك في خريف السعادة
و في وجه الانسحاب
دعها تزورك في المقهى،
في أتفه الحالات و في الملهى
في الضوضاء و في السّكات
في ضلعك المنهار
في جوع اللّيل
و في كذب النّهار
حافية جائعة آلهة .. بغزارة
تسخر من كلماتك المتعجرفة
و إن مزّقت صورتك ذات حريق
و إن خبّأت إسمك
فغاب بين أصباغها المشاكسة
و إن شاء ضيق الصّيف
أو شاءت رحابة صدر الشتاء
أو أمر غول الطّريق
أن تنساك
أو أرادت الطّرفة
أن تستضيفها أنت
فتزور سواك
و يضيع قرطها في قعر المأساة
فإن نادت "أحبّك"
أجب "حي على الحياة"
دعها تزورك في الألم
و تغوص في منتهاك
دع الحبّ للحبّ
و الحياة للحياة
فإن نادت "أحبّك"
فهي تراك
***
قد قامت الحياةقد قامت الحياة
قد قامت الحياة